19 - 10 - 2024

أحمد علام أفندينا والد الأميرة إنجي | إبن العمدة الذي مات كفيف البصر

أحمد علام أفندينا والد الأميرة إنجي | إبن العمدة الذي مات كفيف البصر

يعد الفنان أحمد علام واحدا من رواد صناعة السينما في مصر، وإن كنت لا أدري لماذا لم يحقق الشهرة والانتشار على المستوى الجماهيري؛ حتى أن قليلين من يعرفون تاريخه وفضله على فن السينما؛ فهو كان بإمكانه وراثة منصب العمودية لقريته بعد والده العمدة، ويكفي أن أحمد علام قد وقف ندا لند كفتى أول أمام كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، ويتذكره المشاهد جيدا من خلال شخصية "أفندينا" في رائعة شاعر السينما عز الدين ذو الفقار ويوسف السباعي "رد قلبي" أعذب مشاهد وحوار السينما المصرية، ويرصد الفيلم قصة شاب فقير ابن جنايني يدعى "علي"، وحبه الخالد لأميرة غنية تدعى إنجي، لكن حبهما لا يرى النور في ضوء التفرقة الطبقية، ورفض والدها القاطع لتلك الزيجة، وعلى خط متوازي يبرز الفيلم قصة الفوران الوطني الذي يسفر عن كيان وطني هو تنظيم الضباط الأحرار الذي يأخذ على عاتقه تنفيذ مطالب الشعب المصري ويتوج ذلك بقيام الثورة المصرية، "في هذا الفيلم يتجسد آداء الفنان أحمد علام ويتألق مع الأسف دون أن يمر على أسمه المشاهد الذي اعتاد على تخطي تترات الأفلام!!

من عظماء فن السينما

لكن المتخصصين والنقاد المخضرمين يقفون وقفة إجلال وتعظيم لهذا الفنان الشامخ؛ فعندما تذكر أسماء عظماء فن السينما في مصر لا نستطيع أن نغفل ريادته، رغم قلة أعماله وندرتها، هو من جسد شخصية أفندينا والد الأميرة إنجي والأمير علاء في فيلم "رد قلبي" لتذكره الجميع على الفور، وبالإضافة لهذا الدور أدى عددا من الأدوار في أفلام سينمائية مثل دور والد الفنان محمد فوزي في فيلم "ثورة المدينة"، ودوره السينمائي الخالد أمام كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم "وداد"، بالإضافة إلى ظهوره المميز في دور شاعر الحب "قيس بن الملوح" في المقطع الغنائي الذي قام بتلحينه وغنائه الموسيقار محمد عبد الوهاب وأسمهان في فيلم "يوم سعيد"، كما شارك في بصوته في الفيلم الإيطالي "آلام المسيح"، حيث قام بالأداء الصوتي باللغة العربية للسيد المسيح عليه السلام.

ابن العمدة

المفارقة أن الفنان أحمد علام جسد في فيلم "رد قلبي" شخصية الباشا الفظ، المتسلط ،الذي يمارس القسوة على الفلاحين ويعنفهم، والمثير أن علام هو ابن القرية المصرية، ووالده هو: "محمد مصطفى علام" كان عمدة لقرية "سندبيس" مركز قليوب بمحافظة القليوبية، ونندهش عندما نعلم أن الفنان أحمد علام كان مرشحا لتولي عمودية قريته وأهالي القرية كانوا يرشحونه للمنصب بسبب طيبة قلبه وعطفه على أبناء قريته، لكنه ضحى بالعمودية من أجل الفن، ولم تكن العمودية وحدها التي ضحى بها الفنان أحمد علام، بل وضحى بعمله في وزارة الحقانية ـ العدل ـ أيضا من أجل الفن!

معلم أجيال

هو مولود في 20 يوليو سنة 1899، وفي بداية حياته الفنية عمل في أكثر من فرقة مسرحية، منها فرقة عبد الرحمن رشدي، وفرقة يوسف وهبي، وفرقة فاطمة رشدي، وكان أحد مؤسسي الفرقة القومية التي أصبح اسمها فيما بعد فرقة المسرح القومي، كان مهتما بتدريب وثقل مواهب أجيال جديدة من ممثلي المسرح، فعمل مدربا ومخرجا لعدد من فرق المسرح المدرسي للمدارس الثانوية، وكان أحد تلاميذه الفنان الكبير فاخر فاخر، كما عمل مدربا لفرق التمثيل بجامعتي القاهرة والإسكندرية، نندهش أكثر عندما نعلم أنه قد عمل صحفيا لفترة من حياته وأصدر "مجلة الفنون"، ولا ينسى له دوره الرائد في إنشاء نقابة التمثيل والتي أصبحت تسمى نقابة الممثلين

وسام الفنون

حمدا لله أن تم تكريم الفنان أحمد علام في عيد العلم سنة 1960 حيث حصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، وتشاء الأقدار أنه أصيب بانفصال شبكي في عينيه، مما أدى إلى سفره إلى ألمانيا طلبا للعلاج، بعدها فقد بصره نهائيا وهناك من يقول أنه صور بعض مشاهده في فيلم "رد قلبي" وهو كفيف البصر، إلى أن رحل عن دنيانا في 2 سبتمبر سنة 1962.
---------------------------
حواديت يكتبها: طاهـر البهـي